هذه بعض الصور التوثيقية للخرجة الدراسية للضاحية الشرقية لمدينة البوغاز في نسختها الثانية ، التي نظمتها " جمعية طنجة بين الامس واليوم" يوم الاحد 7 يناير 2024، والتي شارك فيها اكثر من 25 مشارك ومشاركة اطرها الاستاذ عبد السلام حمادي نائب رئيس الجمعية تضمنت ثلاث محطات :
* المحطة الأولى : زيارة تل الشرف المشهور بموقعه الاستراتيجي شرق المدينة والمشرف على كل جهاتها ، ويضم مجموعة من المعالم الأثرية منها:
* صومعة "الكانتينا " : توجد في قمة تل الشرف ، وهي على شكل هندسة اسلامية، لكنه كانت عبارة عن خمارة شيدت في عهد الادارة الدولية.
* كما كانت توجد على يسارها "خلوة سيدي بوشتى الخمار " ،والتي يطلق عليها المحليون اسم "العمارية"وكانت تشرف مباشرة على طريق تطوان وساحة الثيران وما جاوره.
* وفي اسفل تل الشرف المنفتح على الواجهة الشرقية توجد خربة "للاجويمعة" وقيل تصغير للمسجد الذي كان مقاما هناك ، وقيل إن "جويمعة " كانت امرأة طنجية فاضلة دفنت هناك فتحول قبرها مجالا للشعوذة والخرافة !!!
* وفي قدم الشرف الشمالي توجد "منارة الشرف"، وهي منارة ثالثة بطنجة، وهي مدرجة ضمن في قائمة التراث الوطني.
" وعلى يسار الطريق المؤدية لقمة الشرف يوجد قصر بلافريج وهو من زعماء الحركة الوطنية.
ومما يلاحظ ، ان المجال المحيط بالشرف رغم أهميته موقعه وتوفره على معالم أثرية مهمة الا إنه معرض للتهميش واللامبالاة من طرف السلطة المحلية، واصبح مرتعا للمتشردين والسكارى والحشاشين ومكانا لرمي كل انواع النفايات الصلبة والسائلة مما شوه منظره وقلل من قيمته السياحية والتاريخية، اضافة إلى ما تثيرةصومعة الحانة من اشمئزاز !!!!
* المحطة الثانية : زيارة منطقة المنار ، والتي تضم بدورها مجموعة من المعالم التاريخية والسياحية والدينية ومنها : ضريح سيدي المناري ( الذي تم ترميمه حديثا مع فتح طريقة توصله بمدخل المقبرة ) ، منار ملاباطا ( الذي يخضع للترميم وإعادة التأهيل ليصبح كمثيله كاب سبارتيل ) ،قصر الطلياني (الذي اصبح مشوها نتيجة للاصلاحات عشوائية التي ادخلت عليه لا نعلم مصدرها ومن وراءها )وتم تتكليف شخاص مجهولودين يطالبون زوار القصر بأداء واجب الدخول وبنوع من الاستفزاز والاكراه )، اما مشروع الربط القار بين المغرب واسبانيا ( فيلاحظ انه تم شق طريق تربط بين الطريق الرئيسية وبين هذا المشروع الذي ما زال قيد الدراسة ولم يتحقق على أرض الواقع الى حد الان ) ولا نعرف الجهة التي تريد السيطرة على هذا المكان .
* المحطة الثالثة : منطقة نوينويش ، و التي تحتل موقعا متميزا من خلال منظرها البانورامي المفتوح على مضيق جبل طارق شمالا ومدينة طنجة وميناءها غربا. ومن خلالها يبرز التحول الكبير الذي عرفته المدينة في إطار مشروع طنجة الكبرى بايجابياته وسلبياته.
والملاحظ ان هذا الجزء من الجهة الشرقية ، عرف توسعا عمرانيا سريعا وعشوائيا بدأ يتلاشى معه الطابع القروي للمنطقة.
* المحطة الأخيرة : هي النزول ب"دار الضيافة عين زيتونة" ، المنتمية لتراب الجماعة القروية البحراويين بإقليم الفحص - أنجرة على بعد عشر كلمترات شرق المدينة. ويتميز فضاؤها بطابعها الجبلي وإطلالته الساحرة على خليج طنجة ، وتشرف على هذه الدار السيدة الفاضلة نادية ابجايو. والذي كان لنا معها موعد لتناول وجبة الغذاء ، وبعده تم فتح باب المناقشة حول ارتسام المشاركين والمشاركات حول النسخة الثانية لزيارة المنطقة الشرقية المدينة .
وعبر الجميع ان المواقع الطبيعية والتاريخية التي تزخر بها المنطقة يجب استغلالها لتنمية السياحة الجبلية وان المنطقة بحاجة ماسة للدعم والمساعدة والتشجيع من الجهات المسؤولة لتطويرها وتنميتها.
والجميل في الخرجة !!!
اننا وجدنا بالصدفة في دار الضيافة طاقم اذاعي ل" قناة دوزيم" (2M) الذي يعد برنامجا وثائقيا حول المنطقة تحت إشراف رئيس التحرير المركزي بالقناة السيد عادل بن موسى ... وكان لنا الشرف ان نبدي في تصريح لنا في البرنامج رأي جمعيتنا فيما يخص المنطقة وما يساعد على ازدهارها ويزيد من اشعاعها.
كما كان لنا الشرف التعرف على احدى التعاونيات الفاعلة في المنطقة ، وهي "تعاونية ضياء للحلول الشمسية" التي ترأسها السيدة الفاضلة أسية السباعي ( وللعلم فإنها تعاونية نسوية مائة في المائة ) تقوم بصناعة منتوجات صديقة للبيئة ( افران تعمل بالطاقة الشمسية ) ويتواجد المقر الجديد للتعاونية في جماعة البحراويين.
ومن جهتنا، فاننا صرحنا للسيدة آسية اننا ندعم ونشجع كل المبادرات التي تساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ، ومتمنياتنا لهذه التعاونية بمسيرة موفقة للمساهمة في الحفاظ على البيئة والتقليل من الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
وفي الاخير ، لقد ابانت هذه الخرجة المباركة كسابقتها مدى الحب العميق والتفاهم الكبير والاحترام المتبادل بين اعضاء وعضوات المجموعة والغيرة الشديدة على مدينهم طنجة وضواحيها ، وانها مستعدة لمد يدها لكل الجمعيات والتعاونيات الفاعلة في طنجة ونواحيها للعمل معا من اجل رقي مدينتنا وازدهار مغربنا.
نشكر بالمناسبة كل اعضاء وعضوات مكتب جمعية طنجة بين الامس واليوم الذين سهروا على تنظيم هذه الخرجة المباركة.
والشكر موصول كذلك للسيد الفاضل الاستاذ عبد السلام حمادي ( نائب رئيس الجمعية ) على تاطيره معرفيا لكل المعالم الطبيعية والاثرية بالمنطقة ...وكان موفقا في كل شروحاته وتوضيحاته حفظه الله وبارك فيه وجعله نبراسا منيرا لجمعيتنا.
والشكر موصول كذلك للمشرف على منارة رأس ملابطا السيد محمد التوزاني على شروحاته المقدمة حول المنارة.
ومن خلال صفحة جمعيتنا ومن خلال هذه الخرجة الدراسية والتفقدية نوجه رسالة مفتوحة لمن يهمهم الأمر إلى ضرورة النهوض بالضواحي المجاورة لمدينتنا لانها تعيش تهميشا وتوسعا عشوائيا واهمالا كبيرا لتراثها المادي واللامادي اللذان يتعرضان التلاشي والاندثار .
والله وراء القصد .والسلام
*عن مكتب الجمعية .
*طنجة في : 8 يناير 2024
2024-01-07 18:18:26