رحلة استكشافية وثقافية وروحية لقبيلة بني عروس (النسخة الاولى) الاحد 15 أكتوبر 2025


نظمت "جمعية طنجة بين الأمس و اليوم" يوم الأحد الفارط( 15 أكتوبر 2023) لفائدة خمسة وعشرين من أعضائها و عضواتها رحلة استكشافية وثقافية وروحية لقبيلة بني عروس التي توجد في قلب جبالة و هي قبيلة صنهاجية الأصل ، تتوسط أقاليم تطوان شفشاون و العرائش و تنتمي إداريا لهذا الأخير .وتصل مساحة هذه القبيلة إلى 492 كيلومتر مربع عبر جماعتي تازروت ؛ بني عروس و جزء من جماعة عياشة.
فكانت أول محطة في رحلتنا هي "عين  السدراوية " ، حيث  تم في محيطها الطبيعي الساحر تناول وجبة الفطور بشكل جماعي في جو اسري رائع وفي انسجام وتعاون كبيرين.
كما كان لنا موعد مع محطة ثانية، زيارة ضريح  الشيخ مولاي عبد السلام بن مشيش،  وهو من مواليد قبيلة بني عروس سنة 559 هـ  موافق 1163 وقيل سنة 563ه  موافق1167 م،  زمن الخلافة الموحدية ، وبعدها  انتقل للعيش بجبل العلم  حيث استمر على حاله في العبادة والخلوة والاختفاء عن أعين الناس  الى ان كانت ثورة ابن أبي الطواجن على دولة الموحدين  وادعائه النبوة فكان مولاي عبد السلام من المعارضين له فدبر له مؤامرة انتهت باستشهاده سنة 622ه موافق 1225م وقيل سنة 625ه / 1228م .
في رحاب ضريحه الطاهر قامت مجموعتنا بقراءة الفاتحة والدعاء للشيخ مولاي عبد السلام بالرحمة والمغفرة.
وبعدها ، تم الانطلاق لاكتشاف محيط الضريح وتم الإتجاه الى أعلى جبل العلم والوقوف عند   "حجرته المقدسة" ، والتي  ارتبط زيارتها ارتباطا وثيقا بالذاكرة الخرافية لأهل المنطقة ،وبالعادات الوثنية القديمة التي محاها الاسلام ،  ومن بينها "حجرة المساخيط" وهي عبارة مضيق حجري ضيق يعتبر بعض الجهلة من بني جلدتنا ان من يعبره بسلام  "مرضي الوالدين " واذا عجز عن ذلك  فهو "مسخوط الوالدين "!!! وقد عبر هذا المضيق  آلاف  الزوار وتعلقت قصتهم بذاكرة أهل المنطقة بين بار وعاق. 
بالمناسبة كان لعضو الجمعية  السيد عبد السلام أمغار فرصة للتجربة ، وقد تمكن في دقائق معدودة من عبوره بنجاح وقدم الحاضرين تقنية المرور والذي لا علاقة له لا بقدسية المكان ولا بالبار والعاق.
وبعد التسوق ، اتجهت المجموعة لزيارة قرية تازروت وقصر القائد أحمد الريسوني ، لكن سوء الطريق وخرابها ، جعلها تقرر الرجوع وارجاء الزيارة الى فرصة أخرى ، و مباشرة تم الاتجاه  إلى قرية الحصن والتي تعد بوابة المنتزه الطبيعي بوهاشم حيث تتواجد بها "دار الضيافة كرمون " والتي كان لنا معها موعد لتناول وجبة الغذاء والذي مر في جو بهيج وفرحة متناهية وأكل لذيذ ...
لتكون المغادرة تمام الساعة الخامسة والنصف في اتجاه قصر المولى اليزيد حيث تم الوقوف على هذه المعلمة التاريخية التي ارتبطت باحد ملوك الدولة العلوية وهو المولى اليزيد بن محمد بن عبد الله، الذي التجأ إلى قبيلة بني عروس من أجل أخذ البيعة له من هذه المنطقة كلها، وشرع في بناء قصر له بسفح جبل العلم تحت ضريح المولى عبد السلام بن مشيش ما بين عامي 1202 و1204ه، و1787 و1789م، إلا أن القصر لم يكتب له إتمام التشييد لظروف سياسية، ولا زالت جدران قصر اليزيد كأطلال إلى اليوم تشهد على عدم إتمام بنائه.
وبعد جولة استطلاعية لهذا القصر المهجور واخذ صور تذكارية داخل ارجاءه  ، انتهت رحلتنا بالتوكل على الله من جديد وكان الرجوع الى حال سبيلنا ...
الرحلة كانت ناجحة بكل المقاييس بفعل التضامن والانسجام والتفاهم والمحبة التي تجمع بين كل المشاركين والمشاركات ...
والى رحلة اخرى بحول الله في قادم الايام .

* عن مكتب جمعية طنجة بين الامس واليوم
*طنجة في :   20 اكتوبر 2023

تعليقات