مدينتي


مدينتي
ذكراك مدينتي نقشت بالفؤاد 
سرت بشرايين دمي فكيف أنساك؟
مدينتي
رمال الشاطئ دثرت طفولتي من برودة الماء.
لاطمت الأمواج وجهي الغض.
لفحت الشمس ملوحة جلدي 
أحان الفطام يامدينتي...
لم ياعروس الشمال؟
بعيدا وجدتني 
أتخبط ودروب الحياة.
آه يامرتع الصبا والطفولة
خارج السرب ألقيت بي
من يضمني لصدره؟
يلثم خدي المتجمر 
من يواسي غربتي
وحدتي بعيدا عندك مدينتي
تهاطل الحلم زخات
انهمر على السراب
أنبت حنظلا تجرعت مرارة كأسه.
تغذى بآهات الجراح
من ينفضني من غبار أثقلت كاهلي
والليل أرخى سدولا نسجت ردائي
بالله ياحلكة ترفق بمن أجبرتها على الهجر
فأذرفت العيون 
دمعا اكتحلت المقل بمروده.
انفجرت ينابيع وجع
بعثرتني
سافرت خارج الزمن
وشوشت الحروف عتمة الدروب
أخرست زفرات الأنين
غادرتني الحشرجات بين شهقات الغياب
انبعث حلم فجر
أعلن انقضاء الأمس
مادمت وجدتني بين طنجة الأمس واليوم.
مدينتي
بقلم : فاطمة الشيري

تعليقات