من ذكريات طنجة


من ذكريات طنجة
في مقهى حنفطة الواقعة قرب ملعب مرشان الذي كان... وأصبح ساحة خضراء ممتدة اثثت بمقاعد وكراسي لملمت معظم سكان المدينة الأصليين. وبعض الزوار...
في مقهى حنفطة اخترت لي مكانا مظللا بينما الشباب فضلوا القيام بجولة داخل المدينة القديمة المتميزة بالمنحدرات "العقبات " لا أخفي عليكم تلاشت الخفة والمرونة مع سنوات العمر ففضلت الاعتكاف بالمكان ونقل لكم ما أراه حولي. كما استرجعت بعض ذكريات الطفولة وأيام الدراسة الجميلة بما فيها من مغامرات...
ملعب مرشان ملعب طنجة والذي دك دكا باستثناء بابه التي تركت شاهدة عليه لتقول للأجيال كان هنا في يوم ما
كما هو الحال في مقبرة بوعراقية التي التهمها الشارع وتركت بابها في وسط الطريق. 
من مقهى حنفطة وفي هذا الصباح المشمس أتأمل المكان والتغييرات التي أحدثت به بعد غياب.
دك ملعب مرشان. صار حديقة منبسطة خضراء
هذه المعلمة التي رافق صداها طفولتنا خاصة وبيت العائلة في الطريق إليه صعودا ونزولا.
وقد استحضرت ذكرى ولوجه لأول مرة لحضور مقابلة في كرة القدم جرت بين حسنية بني مكادة وفرقة من شاون التي كان ينتمي لها أستاذنا لمادة اللغة العربية. وما حضورنا نحن مجموعة من تلميذات ثانوية زينب إلا تشجيعا للأستاذ. مع أن حضور البنات لمقابلة في كرة القدم لم يكن أمرا معتادا.
ومع ذلك استهوتنا...
الدخول كان سهلا فقط كان علينا احترام نصيحة أستاذنا وهي مغادرة الملعب قبل انتهاء المقابلة لنسلم.
فعلا كانت تجربة مختلفة وأقول اليوم الحمدلله أنني قمت بهذه المغامرة التي كانت الأولى والأخيرة التي سمحت لي بعبور باب ملعب مرشان
الذي ما ظل منه اليوم سوى
بابا وقوسا شامخا في وجه الزمان يقول للأجيال: كان هنا ملعب مرشان. في طنجة عروس الشمال التي  عرفت عبر العالم. بوابة افريقيا... ملتقى البحرين. استقبلت حضارات وثقافات مازال آثارها بين طياتها تحكي حكايات و روايات... فأينما وليت وجهك تجد قصصا تفرض نفسها عليك و اساطير تجعلك تسافر الى ما قبل الميلاد فمن نوح إلى هرقل تروى في المقاهي التي لا تؤسس لثقافة الغوغاء، بل مازالت في عهد “الأيفون” تحافظ على تراثها الذي بدأ يندثر لتعلن أن ابوابها مفتوحة للتسلية و النقاش، للطرب و الغناء، فكيف لا و مقاهي طنجة تؤرخ لوقائع و ملاحم هذه المدينة العريقة.
بقلم : فاطمة الشيري

تعليقات