ولد محمد الأمين البزاز رحمه سنة 1942 بمدينة أصيلة. فَقَد والده وهو صغير السن، ثم رحل مع أمه إلى سلا وبها تابع دراسته الإبتدائية سنة 1964 ثم الاعدادية والثانوية .
عين أستاذا للتاريخ والجغرافيا بمدينة طنجة بالمعهد الديني... وبعد حصوله على الإجازة تابع دراسته الجامعية بكللية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط وتمكن بعد حصوله على دبلوم الدراسات العليا في التاريخ عين أستاذا للتعليم العالي بنفس الكلية ، كأستاذا للتاريخ المعاصر. وفي التسعينات حصل على دكتوراه الدولة .
ثم اصبح الفقيد واحدا من كبار الباحثين في تاريخ المغرب والعاملين بصمت بعيدا عن الأضواء.
اهتم بموضوع التاريخ الإجتماعي مركزا ابخاثه ٠ ودراساته حول المجاعات والأوبئة والصحة .
وتوجت اهتماماته بمؤلَّفين رائدين في هذا الباب :
1- المجلس الصحي من 1792 إلى 1829، الذي نال به دبلوم الدراسات العليا في التاريخ، واستفاد خلال تحضيره لهذا العمل من وثائق المجلس الصحي في طنجة. ومما يحكيه الفقيد عن معاناته في الحصول على الوثائق المغربية التي تتعلق بموضوع المجلس الصحي قوله : ” كنت أود أن تتاح لي الفرصة كما أتيحت لغيري من زملائي الباحثين بتصفح وثائق الخزانة الملكية بالرباط، إلا أن المساعي التي بذلتها في هذا المجال قوبلت بالرفض !! “
2- المجاعات والأوبئة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر،:
وهي الأطروحة التي مكنته من الحصول على دكتوراه الدولة، لكن ميدان بحثه في هذا المؤلَّف، لم يكن ينحصر في القرنين المذكورين، بل مهد لهما بفصل أفرده للمجاعات والأوبئة خلال العصرين القديم والوسيط إلى حدود القرن الرابع عشر.
وبينما أبرز الفقيد في كتابه الأول دور المجلس الصحي “كدركي بالمراسي المغربية وسلطة مستبدة تتحدى المخزن وتفرض تشريعاتها على السكان”،
فإن كتابه الثاني، قد ركز على أثر الأوبئة والمجاعات على المجتمع المغربي، وانتصابها ككوابح ديموغرافية وإنتاجية تحول دون أي تطور ممكن.
بالإضافة إلى هذين الكتابين ، قام بمعية زميله الراحل عبد العزيز التمسماني خلوق بتعريب كتابي لجرمان عياش:
دراسات في تاريخ المغرب وأصول حرب الريف.
وأصدر الفقيدان مجلة دار النيابة التي صدر العدد الأول منها في يناير 1984، وهي فصلية وثائقية دراسية تعنى بتاريخ المغرب، و”منبر مفتوح لكل الباحثين الراغبين في نشر المعرفة التاريخية المجردة عن الأهواء والأحكام الجاهزة”.
وفضلا عن مساهمة الفقيد في تأطير عدد من الأطاريح الجامعية، فإنه ترك كمّا مهما من المقالات بلغ عددها 57 مقالا موزعة كالتالي: 28 بدار النيابة، و7 بمجلة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، و4 بالمجلة التاريخية المغاربية، و2 بمجلة المناهل ومقال واحد في كل من هيسبريس تامودا ودعوة الحق ومنبر الجامعة.
من بين أعماله ذات الصلة بالمجاعات والأوبئة
– “المجلس الصحي والمخزن وكارثة 1878″، مجلة دار النيابة، عدد 4، 1984، ص 18-34.
– “وباء الطاعون بالمغرب، 1798-1800″، هيسبريس تامودا، مجلد 23، 1985، ص 57-82.
– “الطاعون الأسود بالمغرب في القرن الرابع عشر”، مجلة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، عدد 16، 1991، ص 109-122.
– تاريخ الأوبئة والمجاعات بالمغرب في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، 1992.
– “حول المجاعات والأوبئة بالمغرب خلال العصر الوسيط”، مجلة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، 1993، ص 93-131.
–“الأزمة الغذائية في عهد سيدي محمد بن عبد الله خلال سنوات 1776-1782″، ضمن ندوة السلطان سيدي محمد بن عبد الله، الريصاني، 1993، ص 77-91.
– “عمليات الإغاثة المخزنية خلال مجاعات النصف الثاني من القرن التاسع عشر”، ضمن دراسات تاريخية مهداة للفقيد جرمان عياش، الرباط، 1994، ص 129-144.
– المجلس الصحي الدولي في المغرب، 1792-1929، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، 2000.
– “الجراد والجوع والأمراض في المغرب خلال العصور القديمة والوسطى”، مجلةالمناهل، عدد 69-70، 2004، ص 285-323.
– “الحرْكة والطاعون في مغرب القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر”، ضمن المجاعات والأوبئة في تاريخ المغرب، تنسيق بوبكر بوهادي وبوجمعة
فضلا عن ذلك، ساهم الفقيد في تأطير عدد من الأطروحات الجامعية والمشاركة في العديد من اللقاءات العلمية والقاء عدة محاضرات ...
ربما كان هو المؤرخ العربي الوحيد من المؤرخين المحدثين المتخصصبن في تاريخ الأوبئة والمجاعات.
توفي رحمه الله سنة 2012 في صمت رهيب.. وعمره سبعين سنة .
رحم الله استاذنا الكريم وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تاخر ... وتقبل صالح اعماله ، وجازاه الله عنا أحسن الجزاء.
وللتذكير فان المرحوم درسني في كلية الاداب والعلوم الانسانية بالرباط.في اواخر السبعينات من القرن الماضي مع استاذه الفقيد جرمان عياش وصديقه الوفي المرحوم عبد العزيز التمسماني
لقد كان المرحوم الدكتور البزاز نموذجا للاستاذ الكفؤ والتربوي الناجح والمربي الصالح والمؤرخ المتميز .
بقلم : عبد الواحد البقالي
* طنجة في : 30 شتنبر 2020
2025-01-12 00:40:17