حي عشوائي اندثر ومن يبق له أثر إلا على لسان وفي ذاكرة بعض الطنجيين هو حي "'بوخشخاش "
يقول مؤرخ طنجة وحافظ ذاكرتها بنعبد الصادق الريفي في احدى تدويناته :
" كان بوخشاش أكبر حي قصديري في طنجة .... و من أهم التجمعات القصديرية القديمة جدا في المدينة كانت ببني مكادة و بوخشخاش و بلاصاطورو و مسطرخوش و السواني ..و اللآئحة طويلة.
وللتذكير أن نهاية الحي الصفيحي بمسطرخوش كان بداية سنة 1975 و تم نقلهم لحومة الإنعاش اليوم.. كما أنني أذكر نهاية الحي القصديري ببلاصا طورو سنة 1983 ..و بقي حتى أواخر الثمانييات البوخشخاش و كذلك في بني مكادة و السواني . كما أن آخر البراريك التي صمدت هي البراريك التي كانت خلف قشلة القوات المساعدة التي كانت الشركة الصناعية للتبغ قبل سنة 1912 م و التي اصبحت فيما بعد مقرا للطابور الفرنسي أو البوليس الطنجي خارج الأسوار ..."
وعن اصل كلمة " بوخشخاش" يقول مؤرخنا بنعبد الصادق :
" سميت المنطقة ب بوخشخاش لوجود قبور رومانية بالمنطقة .و كان بداية القرن العشرين و نهاية القرن التاسع عشر قد اتخذ أهالي مدينة طنجة الذين يسكنون في الضواحي هاته القبور سكنا لهم بدل الأكواخ من القش المعروفة عندنا بالتشابولا و النوالة و من طريف الأمر أن الساكنة المحلية بطنجة أيام ازدهار تجارة العظام الآدمية كانت تبيع العظام التي تجدها في تلك القبور للشركات الفرنسية..للإستعمالات الصناعية مثل الصباغة و السكر المكرر ".
ويضيف في تعليقه
إسم بوخشخاس من معنيين :
الأول: الخشخاشة و هو مدفن جماعي داخل سور و بالضبط المدفن الذي يبنى بالحجر ثم يسد بحجرة يفتح عند الحاجة ..
الثاني : الخشة وهو بيت حقير من الخشب أو التنك .و و بالرغم من تشابه الكلمتان و اجتماع المعنيان معا على المكان.
فأنا أرجح المعنى الأول ألا وهو المدفن لأن الشواهد التاريخية الأولى تدل أن هذا المكان كانت به قبورا رومانية لها نفس المواصفات .و قد ذكرت كثيرا في بداية القرن 20 و نهاية القرن 19 .و هذا من عجيب الصدف أن يجتمع اسمان مختلفان في المعنى و ينطبقان على نفس المكان بحيث أنه الخشخاشة و الخشة و منه بوخشخاش و استعملت بو و معناها أبو و هي صفة التغليب "
أشكر الاستاذ بنعبد الصادق Benabdessadak Al Riffi
على مجهوداته الكبيرة للحفاظ على ذاكرة وتاريخ طنجة .
واستسمح على تطفلنا للنقل من صفحته هذه التدوينة ... واعتبره شخصيا مدرسة تاريخية بحد ذاته حفظه الله ويجب التعلم والاستفادة مما ينشره في صفحته المتميزة ...
وهذه صور من هذا الحي العشوائي الذي اندثر ..ولم يبق اسمه الا على لسان بعض الطنجاويين ...وهي من صفحات متنوعة
بقلم : عبد الواحد البقالي
* طنجة في : 27 غشت 2020
2025-01-12 00:35:00