خوصافات بداية الثمانينات


خوصافات  بداية الثمانينات 
حي مشهور بالعاشور

منزلنا بالطابق الثاني من شبه عمارة( المريني ) يطل على ( الدار د عرفة ملي كانت خربة)
بالطابق الأرضي يسكن( المعلم العروسي رفقة والدته ) على واجهة الشارع بعض الدكاكين 
أشهرها :
١-البيضاوي( الميكانيكو) شخص بشوش .بارع في حرفته لا يخفى عليه لا صغيرة ولا كبيرة ...جميع أخبار الحومة تجدها عنده. مصنفة على حسب الأهمية والأقدمية .. 
إلى جانبه
٢-(لفران دالصديق) يتعامل مع (لوصالي دلخبز) بكل احترافية ومهنية ( مكايين غير دكوك د آتاي) أو هو كيطرح تاكرات د الشرال ..وسينيات  دلفلفل أومطشة أودبنجال أو الكيكات أو الحلوى د لمشطة .....
٣-(مول الزريعة )هو كذلك ( خاشي كرمصتو في هذا الديكور

 ٤-الحمدي البقال رحمه الله دكانه مظلم جدا . تساعده إبنتاه في بيع جميع الأشياء من الفحم إلى الآبرة...            

أمام هذا الكوكتيل الغني من الحرفيين يوجد 
(كراج د العربي) شخص دخيل على الحومة استقر مع كلبه ( السيسي) كلب أبيض اللون يذكرني بكلب سيباستيان ( لا تشابه بينهما إلا في اللون) 
لعربي نصب نفسه حارسا للسيارات .وكلبه أخذ على عاتقه حراسة المكان  يصول ويجول بين الأزقة بيت بيت ...زنقة زنقة .. يقتات من بقايا الطعام الذي تجود به ربات البيوت ويرد الجميل بنباحه المزعج من وقت لآخر
ثانوية زينب ...الباطيو دبينطو.....كليسية دباكة  ..بقال حسن بقال آحمد ....
أو الحمام د ركاينة  هو البيت القصيد...  عند الباب تستقبلك امرأة أربعينية( مغوبشة )تنظر إليك باشمئزاز ... توحي لك بأنك معفون والسبيل الوحيد لتتنظف هو أن  تؤدي ثمن الدخول... ابتسامتها الصفراء تجعلك mal à l aise  ...من أنتم.....؟؟؟
برنامجي الأسبوعي لا يخلو من زيارة لهذه التحفة المعمارية ( عندكو تيقو).... كنت أكره هذا الروتين ولكن لا مفر منه وكأنه من أركان الإسلام الخمسة
يبدأ الحديث عن هذه الزيارة للحمام  والاستعداد لهذه المهمة الغير المرغوب فيها يوم الجمعة
اجمع سطولا ..لفووط...شناكل ....طاسات... الصابون البلدي ... الغاسول....  الشامبوان بالموليف...الصابون د فا ....الحرب أو السلام 
المرحلة الثانية اختيار الوقت المناسب للذهاب لأن الحمام داركاينة كان يعرف اكتظاظا منقطع النظير في آخر الأسبوع (وكأنه كامبو د مرشان ملي كيلعب  فريق طنجة في الهاينون)

المرحلة الثالثة وسط الحمام 
ها سخون .... إلا عندك القدرة تجلس فيه... جنابك يتسلخو قبل ما تبدأ أمي العزيزة تحوكلي
ها البارد ....إذا كنت باغي تمرض ببولمونية ويديواك نبن قريش مرحبا
بقاو الدروج... مرجين  واشغل مخلط فيهم...  الرغوة كتسرسب معاهم...أو  يا باباك إذا زهقتي 
منتفعك حتى دعوة
غير سلم أمرك لمولاك .مكتحس غير طيابة كتغوت وتعاير في محطة الوصول....
شوي من العصب وشوية من السهط  أو بزاف من تمارة لي كادوز عليها.....الحمام علام....الحمد لله الذي عافانا....
المهم ما كنقول رأسي ديالي حتى كنخرج نgولسة 
...لملاقية مع ديك لمرا لمغوبشة ولا لجلاس بلحفا فوسط الضبابا 
تستلم للنوم فوق حسير الجلسة في انتظار أن يخرج الجميع لنرجع إلى البيت مع حلول الظلام
الصورة للحلوى د المشطة

بقلم : نادية الدوييب

تعليقات