قراءة في كتاب : رياض البهجة في أخبار طنجة


تقرير حول النشاط الثقافي الذي نظمته " جمعية طنجة بين الامس واليوم " يوم الجمعة 26 ماي 2023

نظمت "جمعية طنجة بين الأمس واليوم"بقاعة الندوات التابعة للمديرية الجهوية للثقافة بطنجة ،لقاء ثقافيا وازنا  شهد حضورا مكثفا ( اكثر من مائة شخص ) ضم نخبة من المثقفين والمهتمين والغيورين على مدينة طنجة.
وذلك احتفاء بأهم المصادر التي تناولت تاريخ هذه المدينة العريقة، والذي ظل مركونا لزمن طويل بين دفتي المخطوط إلى أن قام بتحقيق جزئه الأول الدكتور سيدي محمد كنون الحسني، تلاه الجزء الثاني - وهو الكتاب المحتفى به في هذه الأمسية  المباركة - الذي كثفت الدكتورة الباحثة نبوية العشاب جهودها من أجل تخريجه وتحقيقه.

استهل اللقاء ،على الساعة السادسة والربع مساء، بتلاوة مباركة لآيات بينات من الذكر الحكيم  ألقاها الأستاذ يوسف المقراعي.

تلاها تقديم الدكتورةجليلة الخليع ( مسيرة اللقاء ) والتي حددت فيه الأهداف الرئيسية من تأسيس "جمعية طنجة بين الأمس واليوم" والذي تتلخص في النبش والتنقيب عن تاريخ وتراث طنجة ومحاولة احياءه وابرازه....وقد حرصت الجمعية منذ تأسيسها ان تكون طنجة نصب عينيها وأن تجعل لقاءاتها وانشطتها وخرجاتها واصداراتها تدور في فلكها.

كانت المداخلة الأولى في هذا اللقاء للدكتور سيدي عبد اللطيف شهبون : الأديب الشاعر والأكاديمي الصحفي والجمعوي الحقوقي والمؤرخ والصوفي والذي أشاد بجهود الدكتورة نبوية العشاب في تحقيق الجزء الثاني من رياض البهجة في أخبار طنجة ، وأثنى على الكتاب في شموليته باعتبار صاحبه عالما موسوعيا أثرى الخزانة المغربية بالعديد من المؤلفات ، مازال الكثير منها بين دفتي المخطوط ، كما ركز على الغنى الصوفي الموجود بين دفتي هذا الجزء بالخصوص مستشهدا بأقوال المؤلف سيدي محمد بن العياشي سكيرج .

أما المداخلة الثانية فكانت للدكتور المؤرخ عبد الحفيظ حمان : وهو أكاديمي ومؤرخ له العديد من الأبحاث والدراسات التاريخية كما شارك في ندوات وطنية عديدة من إصداراته المغرب والثورة الفرنسية الذي قدمه المفكر الراحل الدكتور محمد سبيلا وإصداره الأخير محطات في تاريخ طنجة وهو كتاب هام أدرجته الجمعية بين المؤلفات التي ستتشرف بالاحتفاء بها. وقد وضحت مداخلته مقاصد العلامة سيدي محمد بن العياشي سكيرج من تأليفه لرياض البهجة في أخبار طنجة، وقدم  قراءة نقدية عميقة فاحصة لمحتوى الكتاب باعتباره مخالفا لبنية كتب التاريخ في تلك المرحلة ،ومنها ان صاحبه العلامة سكيرج لم يعتمد في تأليفه على مصادر أجنبية على غرار معاصريه كالأستاذ داوود صاحب التأليف العظيم "تاريخ تطوان" ، وطرح بعض الفرضيات التي جعلته يعزف على النهل من المصادر الأجنبية والارتكاز عليها مادام الأمر يتعلق بالتاريخ.

ولأسباب مهنية صرفة تغيب الأستاذ الباحث أسامة الزكاري عن الندوة وقد قدمت ورقته مسيرة اللقاء الأستاذة جليلة الخليع حيث أكد فيها على أن تحقيق الجزء الثاني من رياض البهجة في أخبار طنجة وإخراجه في هذه الحلة العلمية الرفيعة يشكل إضافة نوعية لمجال التراكم العلمي المرتبط بتاريخ مدينة طنجة المعاصر كما أشاد بجهود الدكتورة نبوية في التحقيق وإدراج الملاحق التفصيلية واعتبر أن صدور هذا العمل يشكل كتابة ثانية للتأليف الأصلي واستنطاقا رصينا لخبايا المتن الأصلي للكتاب.

ثم جاءت مداخلة الدكتورة نبوية العشاب والتي تحدثت فيها عن مسيرتها العلمية التي خولت لها التطرق لشخصية سيدي محمد بن العياشي سكيرج من خلال حياته وآثاره كبحث لنيل الإجازة، ثم تلتها الخطوة الثانية حيث كان الجزء الثاني من رياض البهجة في أخبار طنجة موضوعا لنيل شهادة الماستر.
ثم تحدثت عن الصعوبات التي واجهتها في التحقيق ،كما قامت بتقديم مفصل للكتاب ليفتح شهية القراء للاطلاع عليه.
وبعد ذلك فتحت باب المناقشة وطرح الاسئلة من طرف الحضور الوازن على السادة الأساتذة المحاضرين، والتي أثرت اللقاء وأبانت عن جدية المداخلات وعكست اهمية  مضمون الكتاب وجلال قيمة صاحبه.
واختتم اللقاءعلى الساعة الثامنة والربع بتوقيع الكتاب من طرف محققته الدكتورة نبوية العشاب . 

تلاها حفلة شاي على شرف الحضور، والتي  كانت فرصة للتعارف والدردشة حول أهمية الملتقيات والندوات والمحاضرات في خدمة مدينة طنجة ونفض الغبار عن تاريخها وتراثها العلمي والثقافي ...

وفي الاخير ، ومن خلال هذه  الصفحة،  يقدم "مكتب جمعية طنجة بين الامس واليوم "شكره العميق للأساتذة الافاضل الذي تطوعوا لقراءة الكتاب ، ولكل الحاضرين والحاضرات الذين لبوا الدعوة، ولكل من ساهم في انجاح هذا اللقاء المتميز من قريب أو بعيد ...
والشكر موصول كذلك للمديرية الجهوية للثقافة بطنجة التي وفرت لنا قاعتها وفضاءها وموظفيها لعقد هذا اللقاء المبارك.

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين وعلى اله وصحبه اجمعين 
* عن مكتب الجمعية .
* طنجة في : 27 ماي 2023

تعليقات