غابة الرميلات بطنجة مجال غابوي لا نظير له في المغرب ( الحلقة الثانية )


تتميز غابة الرميلات بكثافة وتنوع أشجارها ونباتاتها، ومن أشجارها المميزة ؛ ستوسبوروم والخلنج وبلوط الزان ( التشت) واللزان الشجري والسرو والبلوط الفليني والبلوط الاخضر والبلوط القرمزي والعرعار والاوكاليبتوس والصفصاف والصنوبر الشعاعي ( التايدة ) والصنوبر الثمري واليوكا والضرو....
ومن اهم نباتاتها العليق والقطلب والورد واكليل الجبل وفلايو ونبتة العشقة المتسلقة ...

ومن جهة اخرى،  فان الموقع المتميز لهذه الغابة والمرتفعة على مستوى البحر جعلها محطة عبور العديد من الطيور المهاجرة من اوروبا ومن افريقيا...
اذ يتردد على الغابة اكثر من خمسة وخمسين صنفا من الطيور من اهمها اللقلاق الابيض والخطاف الاسود والعقيب والبوم وطيور اخرى...

كما ان كثافة اشجارها ونباتاتها جعلها موطنا لكثير من الحيوانات فهي تتوفر على ستة عشر نوعا الثدييات ، وثمانية وعشرين نوعا من الزواحف ...
ومن ابرز الحيوانات المتواجدة بالغابة ،الخنزير البري الذي كاثرت اعداده بشكل ملفت للنظر ، والثعلب الذي تراجعت اعداده بشكل مهول والارنب والقنفذ والحرباء التي تقلصت اعداددها بشكل كبير ...
ومن ابرز الزواحف السحالب والافاعي ومن ابرز انواعها اللحفاق...

لكن نظرا للاهمال الكبير والتهميش الطويل الذي طال الغابة وانجراف التربة المستمر ،والاجتتات العشوائي للاشجار، والرعي الجائر (خاصة الماعز ) ،والجفاف المتعاقب،  والحرائق الدورية وانتشار العديد من الامراض الطفيلية سببت في موت واختفاء الكثير من الاشجار والنباتات ...

كل هذا االعوامل ادت إلى تراجع الغطاء الغابوي واندثار كثير من الاشجار واختفاء كثير من النباتات  وانقراض عدد كبير من الحيوانات والحشرات ...

يضاف الى هذه العوامل الطبيعية العامل  البشري وهو العامل  الاخطر الذي ساهم ويساهم في تدمير وتخريب هذه الغابة الجميلة والمساهمة في اختلال التوازن البيئي بها.

والملاحظ في السنوات الأخيرة ان مساحة غابة الرميلات عرفت تقلصا كبيرا نتيجة اقتطاع أجزاء كبيرة منها لاقامة مشاريع سكنية:  إما في شكل فيلات فارهة اوقصور ضخمة لا نعرف كيف تم تفويت وبيع اراضيها من طرف اصحاب النفوذ او بعض اباطرة العقار الذين عرضوا اشجار الغابة ونباتاتها وحيواناتها للتدمير والتخريب دون حسيب او رقيب وامام مرأى ومسمع الجميع  ...!!!

كما تم انشاء مشاريع تجارية وسياحية كبيرة ترامت على اجزاء كبيرة من الغابة وحرمت السكان من جزء كبير من مساحتها ...
وعلى سبيل الحصر فقد تم اقتطاع الجزء الايسر منها وتسويرها بشكل تدريجي ...وإقامة مشروع كبير ...ولا ندري الطريقة والاسلوب الذي سلكه مالكو نادي ميراج  " Mirage Hill Club "للاستيلاء علي الجانب الايسر من الغابة...
ولكن الذي نعلمه علم اليقين ان الجزء المحتل كان الى وقت قريب  مجالا غابويا مفتوحا للعموم  وجزءا لا يتجزأ من غابة الرميلات....

مع الاسف اضر البشر والحجر بالمكونات البيولوجية والايكولوجية لهذه الغابة التي تعتبر تراثا ثمينا لمدينة طنجة ،  فاندثرت كثير من انواعها الشجرية والنباتية وتراجع بشكل كبير عدد وحيشها وحرم السكان من حق التجول في كل ارجائها والتمركز في جزء منها ...
لذا ارتفع الضغط البشري على ما بقي من الغابة جعلها عرضة للتدمير والتخريب بسبب جهل المرتادين لقيمة الغابة ومكوناتها رغم ان المسؤولين  سطروا ميثاق التجول في الغابة ووضعوه على لوحة عند مدخل الباب الرئيسي ...وهذا غير كافي لانه بجب فرض عقوبات زجرية في حق المخالفين ...

والمؤسف له كذلك ،  ان غابة الرميلات لم يحتفظ باسمها الأصلي, بل تم ربطها بشخصية امريكية (!يون بيرديكاديس) ، واطلق عليها  " منتزه بيرديكاديس" كتكريم له... وقد.حررت موضوعا في ذلك تحت عنوان : " الرميلات قبل بيرديكاديس " على صفحتي على الفايس يمكن الرجوع اليها  ...
واخيرا تم إزالة السياج الطبيعي الذي كان يحيط بالغابة على طول الطريق المؤدية إلى كاب سباتيل وتعويضه باعمدة خشبية مصبوغة باللون الاصفر شوهت الوجه الطبيعي للغابة وتم فيها تبديد أموال طائلة ستذهب سدى مع قابل الايام  لانها ستتعفن بالامطار والرطوبة في وقت وجيز ...

اللهم هذا منكر ....اللهم اني قد بلغت ...والحمد لله رب العالمين ..

بقلم : عبد الواحد البقالي  
* طنجة في : 18 يوليوز 2020

تعليقات