بحكم اتقانه للغة الفرنسية تمكن سنة 1989 وبمساهمة صديقه المرحوم الدكتور محمد الامين البزاز ( رفيق دربه وصديقه الحميم)
من ترجمة مؤلفين هامين للدكتور جرمان عياش : الاول " دراسات في تاريخ المغرب" والثاني" أصول حرب الريف ".
كما ساهما الصديقان الحميمان في ارساء قواعد المدرسة الوطنية المحددة للبحث العلمي التاريخي المغربي من خلال مؤلفاتهم وابحاثهم ومنشوراتهم المتعددة .
ومن اهم مشروعهما المشترك مساهمتهما هو ترجمة العديد من المقالات الهامة ، ومن بينها مقال طويل لكريكوري لازاريف الذي نشراه بمجلتها " دار النيابة " تحت عنوان: " الاقطاعات العقارية في المغرب " ، وكلفاني عندنا كنت ادرس عليهما بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط بقراءته والاشتغال على مضامينه ، وبعد مشاورتهما نشرته في موقع" منتدى الانتروبولوجيبن والاجتماعيين العرب" وسانشره مستقبلا على صفحتي الخاصة.
ومن مشروعهما المشترك كذلك هو اصدارهما ل" "مجلة دار النيابة" وهي مجلة فصلية وثائقية دراسية تعني بتاريخ المغرب ، كان الغرض من اصدارها :
- أولا: المساهمة في التعريف بالمستندات المغربية الغميسة من وثائق وكنانيش وتقاييد ونوازل ...
- ثانيا : نشر ابحاث ودراسات تساهم في الكشف عن ماضي المغرب وقيمه وحضارته .
وفي كلمة تقديم المجلة في عددها الاول يناير 1984 نوه المرحوم عبد الله كنون بالمشروع وبصاحبه بقوله :
" لقد فاجأني الشاب النابغة الدكتور عبد العزيز التمسماني خلوق بمشروعه هذا ...وايقنت ان همته وتخصصه في الموضوع وتعاون المهتمين بالدراسات التاريخية معه للنهوض بهذا المشروع المهم ستتيح له النجاح في عمله بالقدر الذي يجعل نن مجلة ظار النيابة مصدرا يعتمد ومرجعا لا يستغنى عنه في هذا المضمار ..."
وقد اهتمت هذه المجلة الجادة بالقرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وتضمنت مقالات هامة ووثائق غير منشورة ...لكنها مع الاسف توقفت عن الصدور سنة 2002 عند العدد 28.
ورغم قصر عهدها فقد لاقت المجلة نجاحا كبيرا واثارت اهتماما بالغا وانتشارا واسعا في الاوساط الثقافية المهتمة بالتاريخ المغربي ...
وساهم في انجاحها وشهرتها باحثون مغاربة واجانب كبار : كعبد الوهاب بن منصور مؤرخ المملكة المغربية والدكتور جرمان عياش ومحمد الامين البزاز و التهامي محمد الوكيلي واحمد توفيق والطريسي احمد اعراب ونيني محمد ابراهيم وعلال الخديمي وخالد بن الصغير وغيرهم ...
وبعد توقف هذه المجلة سنة2002 اصدر المرحوم دورية سماها
" الطنجيون " والتي اهتمت بمدينة طنجة في كل المجالات: التاريخية والفكرية والاقتصادية والسياسية والدببلوماسية...
ومن خلال ما سبق ، كرس مؤرخ طنجة عبد العزيز التمسماني حياته - رغم قصرها - لخدمة قضايا البحث العلمي التاريخي، وخلف لنا اعمالا قيمة وابحاثا جيدة اوحت في مجملها بعبقرية الرجل وريادته في مجال الكتابة التاريخية.
كما ابانت عن قدراته الفائقة في استنطاق الوثائق الوطنية والاجنبية الغميسة ,،وساعده على ذلك إتقانه بجانب اللغة الغربية العديد من اللغات الاجنبية الحية كالفرنسية والاسبانية والانجليزية .. منا مكنه من اقتحام دهاليز الوثائق والمصادر الغربية بشكل مباشر من منابعها .
وقد اعتبره الباحث القدير أسامة الزكاري- الذي كان له اتصال مباشر بالمرحوم والقى معه عدة حوارات كثيرة حول مساره الدراسي والمهني والعلمي توجها سنة 2004 بإصدار كتاب هام تحت عنوان : "الدكتور عبد العزيز خلوق التمسماني :مسار مؤرخ وإشعاع سيرة ذاتية ".
يقول فيه : " الدكتور عبد العزيز خلوق التمسماني بعد من أبرز المؤرخين المغاربة المعاصرين الذين انجبتهم المدرسة التاريخية الوطنية ..كما انه يظل احد انشط الاكاديميين المغاربة الذين كرسوا جهدهم لتعميم المعرفة التاريخية من خلال اقتحامه عالم النشر والاصدار....مركزا عمله وانشغالاته المعرفية على التوثيق لتحولات ماضي منطقة الشمال ..." .
وقد نجح رحمه الله من خلال انتاجاته الكثيرة وأبحاثه المتنوعة من تحقيق تراكم معرفي غزير في مواده وفي مجالاته وتميز فيها بالصارمة التامة والامانة العلمية البحثة والدقة الكبيرة في التعبير والتعمق غير المعهود والصبر المتواصل في خبايا التاريخ وكنهه.
لقد ترك لنا المرحوم مؤلفات عديدة بينت مهنيته العالية اصبحت مراجع لا يستغنى عنها في اي بحث تاريخي ...
ابرزها ":الدكتور عبد العزيز خلوق التمسماني (مواليد طنجة سنة 1943 - توفي سنة 2008) يعد الدكتور الراحل عبد العزيز خلوق التمسماني [1] من أبرز المؤرخين المغاربة في منطقة الشمال الذين أنجبتهم المدرسة التاريخية الوطنية، وأحد أهم الأكاديميين الكبار الذين كرسوا حياتهم وجهدهم في سبيل المعرفة التاريخية لمنطقة الشمال، ووهبوا عمرهم للبحث والتنقيب في تاريخ الشمال، والذين خرج من عباءتهم أجيال من المؤرخين المتميزين.
من مؤلفاته
- " دراسات في تاريخ شمال المغرب المعاصر.".
- " ملامح من تاريخ طنجة المعاصر."
- "حفريات في تاريخ المغرب المعاصر.".
- "بحوث ونصوص حول تاريخ المغرب".
- "مقالات ووثائق حول تاريخ المغرب المعاصر".
- " رحلة الجلالة المحمدية إلى طنجة".
-" العلاقات الإسبانية المغربية في نهاية القرن 19"
-" الحركة الريسونية من خلال الوثائق المغربية".
-" الرحلة الطنجوية الممزوجة بالمناسك المالكية".
- "طنجة ذات الطابع الأوربي (1950-1947)"
-" من طنجة الساحرة إلى طنجة العفنة.".
- "جوانب من تاريخ جبالة المعاصر: القائد أحمد الريسوني وإسبانيا"
- "دراسات حول أطروحات تاريخية استعمارية: المغرب نموذجا".
- وكتاب ألفه يحمل عنوان «كتابات في منطقة الشمال» الذي وجد مع أساتذة جامعة طليطلة (TOLEDOO) بإسبانيا.
وخلف كذلك مقالات كثيرة في عددها ومتنوعة في مواضيعها نشرها في اشهرالمنابر الاعلامية والعربية:كمجلة العربي و الباحث ودراسات عربية وجريدة المحرر والعلم ومجلة المواسم ودار النيابة والطنجيون ومنشورات كليات المغرب......يمكن الاصلاح عليها من خلال صفحته ابنه البار Adil Khallouk Temsamani
فرحم الله أستاذنا الكريم ومؤرخنا الكبيرعبد العزيز خلوق التمسماني رحمة واسعة وادخله فسيح جناته وجازاه الله عنا احسن الجزاء.
والحمد لله رب العالمين ...والصلاة والسلام على اشرف المرسلين
(انتظروني في الحلقة القادمة مع استاذي المرحوم الدكتور محمد الامين البزاز رفيق درب المرحوم عبد العزيز التمسماني رحمهما الله)
بقلم : عبد الواحد البقالي
* طنجة في :7 شتنبر 2020
2025-01-11 23:23:28
