يعتبر هذا الرجل رحمه الله من أبرز الشخصيات التي أنجبتهم مدينة البوغاز. ، أعطى لمنطقة الشمال بصفة عامة ومدينة طنجة بصفة خاصةنصيبا هاما من دراساته وابحاثه الاجتماعية والسياسية والتاريخية.
انتهل الدكتور عبد العزيز رحمه الله خلال مسيرته التعليمية من منهل تربوي عصري؛ ربى فيه قيم الانفتاح والتحرر، ونمى لديه الحس النقدي وطور عنده مهارات وقدرات فائقة جعلته يمزج في كتاباته القيمة بين السياسة والأدب والتاريخ وبنى شخصيته العلمية بعصامية فريدة ومجهود ذاتي خاص.
ولد رحمه الله بحي المصلى بطنجة سنة 1943 من اسرة بسيطة الحال... وبعد انهاء دراسته الابتدائية والاعداديدة والثانوية، انتقل سننة 1960 الى مدينة مراكش ليلتحق بمدرسة تكوين المعلمين ليتخرج منها سنة 1961 متفوقا في قسمها الفرنسي.
ثم عاد الى مسقط رأسه كمعلم بمدرسة بني مكادة، ثم استاذا للغة الفرنسية بالسلكين الاول والثاني، ثم أستاذا لمادة البيداغوجيا بمدرسة المعلمين بطنجة.
وبعد حصوله على شهادة الإجازة تابع دراسته العليا بفرنسا ، وتمكن سنة 1978 من الحصول على دكتورة السلك الثالث من جامعة بوردو ، في موضوع : " الحياة الاقتصادية بالغرب الاسلامي في القرون الوسطى: مختارات من احكام ابي القاسم البرزلي 841 ه 1438 م" تحت اشراف الاستاذ روجي هادي ادريس .
وفي سنة 1980 اتجه اهتمام الفقيد الى المرحلة التاريخية المعاصرة ، وأنجز أطروحة دكتورة الدولة بفرنسا اشتغل فيها على تطور اوضاع منطقة جبالة عند نهاية القرن 19 ومطلع القرن 20 على ضوء تفاعل الاطماع الاسبانية مع طموحات احمد الريسوني ومع ازمات المخزن المغربي للفترة المذكورة تحت اشراف الاستاذ جان كلود آلان صاحب كتاب" Agadir 1911".
بدأ مشواره المهني الجامعي ، بتدريس اللغة الفرنسية بكلية أصول الدين بمدينة تطوان ، ثم انتقل للتدريس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط ( وكنت آنذاك إحدى تلاميذته درست عليه تاريخ العصر الوسيط الاوروبي) .
واكتسب خلال تواجده بالعاصمة ، تجربة كبيرة ارتقت به الى مدارج التحصيل العلمي والمعرفة التاريخية ، بعدما استفاد من التدريس بجانب مؤرخين مغاربة كبار :كمحمد ازنيبر وابراهيم حركات وابراهيم بوطالب واحمد توفيق وجرمان عياش ومحمد القبلي وسعيد حجي واحمد توفيق وعلال الخديمي ...
ثم انتقل للتدريس بكلة الآداب والعلوم الانسانية بمرتيل واستمر بها الى ان توفاه الله سنة 2008.
وقد اشرف خلال مرحلته الجامعية على كثير من الابحاث والدراسات الجامعية وشارك في كثير كن لجن المناقشة تميز خلالها كعادته بالصرامة والحزم وعدم المراوغة بابداء ملاحظاته العلمية الدقيقة للباحثين واعطائهم ارشاداته الوجيهة التي ساهمت في تطوير ملكاتهم في البحث العلمي التاريخي الرزين
وخلال هذه المحطة الهامة من حياته الجامعية؛ انصب اهتمامه رحمه الله بتاريخ المغرب المعاصر بشكل عام ومنطقة الشمال بشكل خاص .
وللموضوع بقية سنلقي فيها الضوء على أهم انتاجاته ومساهماته العلمية في المجال التاريخي ...
ونتمنى من الله تعالى ان يرحمه رحمة واسعة وأن ينفعنا بعلمه وان يبارك في اهله ..
بقلم : عبد الواحد البقالي
* طنجة في : 6 شتنبر 2030.
2025-01-11 23:19:55