دار النيابة السعيدة DAR AL- NIABA ( الحلقة الأولى )


اقدم لكم مؤسسة مخزنية لعبت ادوارا مهمة وخطيرة في تاريخ المغرب خلال القرن التاسع عشر...

ولكن مع الاسف، كباقي اخواتها ، تعرضت  لاهمال كبير ...

فتساقط سقف غرفها ، وانهارت جدرانها ،وتخربت مرافقها، وتشوهت واجهتها...

وكأنها لم تكن يوما ما بمثابة وزارة الشؤون الخارجية المغربية وغذت معها طنجة عاصمة المغرب الديبلوماسي انها :  دار النيابة السعيدة

للحد من التسرب الأوربي الى المغرب، أنشا المخزن في القرن التاسع عشر "دار النيابة السعيدة "بطنجة لتكون واسطة بينه وبين ممثلي الدول الاجنبية مما سيجعل من مدينة البوغاز عاصمة المغرب الدبلوماسي.

كان يطلق عليها في البداية " خونطة القناصل" والتي تاسست في 2 ماي 1792 على عهد السلطان المولى سليمان، لكنها أصبحت تسمى " دار النيابة السعيدة "  في عهد خلفه المولى عبد الرحمن"  وقد أدى تجمع قناصل الدول الاجنبية بمدينة طنجة الى إضفاء نوع من الفعالية والقوة على مواقفهم وقراراتهم المشتركة ضد مصالح المغرب وسياسته .

ففي عهد السلطان المولى سليمان الذي حكم فيما بين (1792 و 1822 ) كانت "خنطة القناصل"  عبارة عن مجلس عام يتداول الأجانب داخله القضايا ذات المصلحة المشتركة،  وكان قناصل هذه الدول ملزمين بزيارة السلطان المقيم بفاس لتقديم أوراق اعتمادهم وإجراء مباحثات معه حول القضايا الهامة، ولا يتم ذلك إلا بعد الحصول على إذن مسبق منه، كما أن الرسائل المرسلة اليه لا تتم الا بعد تقديمها الى عامل طنجة وتطوان لتوجيهها بنفسه إلى السلطان وعن طريقهم كانوا يتلقون أجوبتها.

وبذلك كان السلطان سليمان -  والذي عرف بسياسته الاحترازية -  يفرض قراراته ولكن بعد وفاته تحولت الخونطة الى "دار النيابة السعيدة"  في عهد خلفه المولى عبد الرحمن الذي حكم بين ما بين(  1822 - 1859) , في وقت تعقدت فيه علاقات المغرب مع الدول الاروبية نتيجة ظهور احداث خطيرة كان لها تأثير كبير على مسار تطور أوضاعه الداخلية و الخارجية منها احتلال الجزائر 1830 وهزيمة ايسلي 1844وتوقيع معاهدة للا مغنية 1845 وهزيمة تطوان 1859...وأصبحت دار النيابة كمرفق لتقديم الدعم والإستمرارية لعمل وزارة الخارجية ومعالجة القضايا الدبلوماسية نيابة عن المخزن.

وعن ادوار هذه المؤسسة يقول عبد الرحمان بن زيدان صاحب كتابه : " العز والو في معالم نظم الدولة " ج1 ص 306:

" وهي محل إدارة اشغال النائب السلطاني المكلف من الحضرة الإمامية بالمفاوضة مع جميع قناصل الدول الأجنبية وممثليها.

يكون بها كتاب ...ونساخون يقيدون بالدفاتر الخاصة كل صادر ووارد مياومة...وينتخبون من ذوي المعرفة الكافية والاقتدار على مزاولة الاشغال ، والمحافظة على كتم الاسرار ".
وللموضوع بقية ...اتمنى لكم قراءة ممتعة ...وتحياتي للجميع

والحمد لله رب العامين والصلاة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .

تعليقات